الأربعاء، 29 أبريل 2015

حركات اسلامـية معاصرة - الفصل الدراسي الثامن - الأخوان المسـلمون

حركات اسلامـية معاصرة - الفصل الدراسي الثامن - الأخوان المسـلمون

بسم الله الرحمن الرحيم جـامعة البـحـر الأحـمـر كـلية الآداب والعلوم الإنسانية
 قــسـم الدراسـات الإسـلامية
حركات اسلامـية معاصرة
الفصل الدراسي الثامن

الأخوان المسـلمون

    الإخوان المسلمون إحدى الحركات الإسلامية المعاصرة التي نادت بالرجوع إلى الإسلام، وإلى تطبيق الشريعة الإسلامية في واقع الحياة، وقد وقفت متصدية لسياسة فصل الدين عن الدولة ومنابذة موجة المد العلماني في المنطقة العربية والعالم الإسلامي.
   
من هم الأخوان المسلمون

   نشأت جماعة الأخوان المسلمين في الإسماعيلية برئاسة الشيخ حسن البنا عام 1928م كجمعية دينية تهدف إلى التمسك بالدين وأخلاقياته وفي عام 1932م انتقل نشاط الجماعة إلى القاهرة ولم يبدأ نشاط الجماعة السياسي إلا في عام 1938م عرضت الجماعة حلاً إسلامياً لكافة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد في ذلك الوقت واتفقت مع مصر في رفض الدستور والنظام النيابي على أساس أن دستور الأمة هو القرآن كما أبرزت الجماعة مفهوم القومية الإسلامية كبديل للقومية المصرية.
  انتقلت الحركة إلى الأقطار العربية وصار لها وجود قوي في سوريا وفلسطين والأردن ولبنان والعراق واليمن والسودان وغيرها.. كما أن لها أتباعاً في معظم أنحاء العالم اليوم.
من هم الأخوان المسلمون

فكر الأخوان المسلمون
يؤمن الإخوان بالإسلام عقيدة تحكم توجهات المسلمين ومنهجاً شاملاً لكل جنبات الحياة وينادون بإقامة الدولة الإسلامية التي تسعى لإعلاء كلمة الله في الأرض.
توسيع دائرة عملهم حتى تكون حركتهم عالمية النطاق ويضمن لها الاستمرار بحكم تعدد المراكز.
يؤكد البنا أن سمات حركة الإخوان هي:
البعد عن مواطن الخلاف.
البعد عن هيمنة الأعيان والكبراء.
البعد عن الأحزاب والهيئات.
العناية بالتكوين والتدرج في الخطوات.
إيثار الناحية العملية الإنتاجية على الدعاية والإعلانات.
شدة الإقبال من الشباب.
سرعة الانتشار في القرى والبلاد.

الحوار عندهم أسلوب حضاري، وسبيل الإقناع والاقتناع الذي يعتمد الحجة، والمنطق والبينة، والدليل.
الحرية فريضة، حق فطري منحه الله لعباده، على اختلاف ألوانهم وألسنتهم وعقائدهم، والحرية تعني حرية الاعتقاد، والعبادة، وإبداء الرأي، والمشاركة في القرار، ومزاولة حق الاختيار من خلال الاختيار الحر النزيه، فلا يجوز الاعتداء على حق الحرية، أو حق الأمن. ولا يجوز السكوت على العدوان عليها أو المساس بها.

فكر الأخوان المسلمون

العلم دعامة من دعائم الدولة الإسلامية، والتفوق فيه واجب على الأمة، والعمل سبيل لتأكيد الإيمان، كما هو سبيل لتقدم الأمة، وتوفير كافة سبل الدفاع عن أمنها، وردع العدوان، وأداء الرسالة العالمية التي أوجبها الله عليها في تأكيد، وتثبيت معاني ومعالم السلام، والتصدي والهيمنة، والاستعمار والطغيان ،وسلب أو نهب ثروات الشعوب.
والإسلام في فهم الإخوان المسلمين انتظم كل شئون الحياة لكل الشعوب، والأمم في كل عصر،وزمان، ومكان، وجاء أكمل وأسمى من أن يعرض لجزئيات هذه الحياة خصوصاً في الأمور الدنيوية البحتة، فهو إنما يضع القواعد الكلية لكل شأن، ويرشد الناس إلى الطريقة العملية للتطبيق عليها، والسير في حدودها.

إذا كانت الصلاة عماد الدين فالجهاد ذروة سنامه ، والله هو الغاية، والرسول هو القدوة والإمام والزعيم، والموت في سبيل الله أسمى الأماني.
وإذا كان العدل هو أحد دعائم الدولة في مفهوم الإخوان، فإن المساواة واحدة من أهم خصائصها، وسيادة القانون المستمد من شرع الله، لتحقيق العدل يؤكد على المساواة.
العلاقة بين الأمم والدولة هي علاقة التكافل والتعاون وتبادل المعرف، وسبل ووسائل التقدم على أساس النّدّيةِ، ولا مجال للتدخل، كما لا مجال لفرض النفوذ والهينة والسيطرة أو تهميش ومصادرة حق الآخر.
الأخوان المسلمون جماعة تلتقي عندها آمال محبي الإصلاح، والشعوب المستضعفة، والمسلمين المصادرة حقوقهم.

   وصف حسن البنا جماعة الإخوان في رسالة المؤتمر الخامس على أنها جماعة إصلاحية شاملة تفهم الإسلام فهما شاملاً وتشمل فكرتهم كل نواحي الإصلاح في الأمة وإنها:
دعوة سلفية ، إذ يدعون إلى العودة إلى الإسلام، إلى أصوله الصافية  القرآن والسنة النبوية، وهي أيضا.
طريقة سنية لأنهم يحملون أنفسهم على العمل بالنسبة المطهرة في كل شيء، وبخاصة في العقائد والعبادات ما وجدوا إلى ذلك سبيلا.
منهج الأخوان المسلمون

3. حقيقة صوفية، يعتقدون إن أساس الخير طهارة النفس، ونقاء القلب، وسلامة الصدر، والمواظبة على العمل،  والإعراض عن الخلق، والحب في الله، والإخوة في الله.
4. هيئة سياسية، يطالبون بالإصلاح في الحكم، وتعديل النظر في صلة الأمة بغيرها من الأمم، وتربية الشعب على العزة والكرامة.
5. جماعة رياضية، يعتنون بالصحة، ويعلمون أن المؤمن القوي هو خير من المؤمن الضعيف، ويلتزمون بقول النبي: ”إن لبدنك عليك حقاً“، وأن تكاليف الإسلام كلها لا يمكن أن تؤدى إلا بالجسم القوي، والقلب الذاخر بالإيمان، والذهن ذي الفهم الصحيح.

6. رابطة علمية ثقافية، فالعلم في الإسلام فريضة يحض عليها، وعلي طلبها، ولو كان في الصين ، والدولة تنهض علي الإيمان، والعلم .
7. وشركة اقتصادية، فالإسلام في منظورهم يعني بتدبير المال وكسبة ،والنبي يقول: (نعم المال الصالح للرجل الصالح ) ومن أمسي كالاً من عمل يده  أمسي مغفوراً له .
8.كما أنهم فكرة اجتماعية، يعنون بأدواء المجتمع، ويحاولون الوصول إلي طرق علاجها وشفاء ألامه منها . أي أن فكر الأخوان مبني علي شمول معني الإسلام، الذي جاء شاملاً لكل أوجه ومناحي الحياة ، ولكل أمور الدنيا والدين .

  مراتب العمل المطلوبة في الأخ الصادق
إصلاح النفس حتى يكون الجسم قوي، متانة الخلق، ثقافة الفكر، القدرة على الكسب، سلامة العقيدة، صحة العبادة.
وتكوين البيت المسلم وحمل الأهل على احترام فكره والمحافظة على آداب الإسلام في كل مظاهر الحياة المنزلية.
إرشاد المجتمع بنشر دعوة الخير فيه ومحاربة الرذائل والمنكرات.
تحرير الوطن بتخليصه من كل سلطان أجنبي غير إسلامي، سياسي أو اقتصادي أو روحي.
إصلاح الحكومة حتى تكون إسلامية بحق.
إعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية بتحرير أوطانها وإحياء مجدها.
أستاذية العالم بنشر دعوة الإسلام في ربوعه حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) .

بطاقة تعريف :
         حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا الساعاتي (14اكتوبر 1906- 12 فبراير 1949م)(1324ھ - 1368ھ) مؤسس حركة الأخوان المسلمين سنة 1928م والمرشد الأول للجماعة. أخذ التصوف عن الشيخ عبد الوهاب الحصافي شيخ الطريقة الحصافية الشاذلية في عام 1923م حيث كان للشيخ الحصافي أثر كبير في تكوين شخصية البنا.
       تخرج في دار العلوم عام 1927م ثم عين مدرسا في مدينة الإسماعيلية عام 1927م. أسس جماعة الإخوان لمسلمين في مصر علم 1928م. نقل إلى مدينة قنا بقرار إداري عام 1941م. ترك مهنة التدريس في عام 1946م ليتفرغ لإدارة جريدة الشهاب. اغتيل في 12 فبراير 1949م.
الإمام حسن البنا

حسن البنا: المرشد الأول ومؤسس الجماعة (1928- 1949).
 حسن الهضيبي: المرشد الثاني (1949 – 1973).
عمر التلمساني : المرشد الثالث (1973 – 1986).
محمد حامد أبو النصر : المرشد الرابع (1986 – 1996).
مصطفى مشهور : المرشد الخامس (1996 – 2002).
محمد مأمون الهضيبي : المرشد السادس (2002 – 2004).
محمد مهدي عاكف: المرشد السابع (2004 – 16 يناير 2010).
محمد بديع : المرشد الثامن (16يناير 2010 – حتى الآن)





















مرشدو جماعة الإخوان المسلمين

حسن البنا: ويلقب بين أنصاره ”بالإمام الشهيد“ مؤسس الجماعة وصاحب الفكر الرئيسي المؤثر في أفرادها من خلال العديد من الرسائل التي ألفها.
القاضي والفقيه عبد القادر عودة: كان فقيه دستوري كبير وأستاذ جامعي مصري مشهور، تم إعدامه بعد أحداث المنشية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر. التقطت قبل إعدام سيد قطب.


إعلام الجماعة العلمية والتاريخية

المفكر سيد قطب : مفكر إسلامي معاصر، وناقد أدبي. درس في الولايات المتحدة، خلال رحلته تلك حصلت له العديد من المواقف الفارقة في حياته، وبعد عودته من الولايات المتحدة انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين،  له مؤلفات ضخمة ومؤثرة مثل في ”ظلال القرآن““التصوير الفني في القرآن“ و“العدالة الاجتماعية في الإسلام” وقد اعدم في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر.
د. مصطفى السباعي: مؤسس حركة الأخوان المسلمين في سوريا وأول مراقب للإخوان في سوريا ولبنان، ورئيس المكتب التنفيذي للإخوان في الخارج أبان الحقبة الناصرية، وأول عيد لكلية الشريعة بجامعة دمشق.

محمد محمود الصواف : مؤسس فرع الأخوان المسلمين في العراق وأول مراقب للإخوان في العراق، وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.
الشيخ سعيد حوي: المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا سابقا، واحد مفكري الجماعة.
زينب الغزالي: داعية إسلامية مصرية تعرضت في فترة حكم الرئيس عبد الناصر للاعتقال في أغسطس 1965 وسجنت 6 سنوات تعرضت خلالها لاضطهاد شديد في كتابها ”أيام من حياتي“

الشيخ محمد الغزالي: إمام وداعية إسلامي معاصر، ذو منهج متفرد في معالجة القضايا الإسلامية وأحد أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث وله عدد كبير من المؤلفات والأطروحات الفقهية المستنيرة ومن أشهر كتبه ”الإسلام في مواجهة الاستبداد السياسي“ و ”قضايا المرأة بين التقاليد الوافدة والراكدة“ و ”الإسلام وقضايا العصر“ و ”السنة النبوية بين أهل الرأي وأهل الحديث“.
الشيخ سيد سابق: أحد علماء الأزهر، اشتهر بكتابه ”فقه السنة“ والذي يعد من أهم المراجع الفقهية في العصر الحديث.

الشيخ المجاهد عبد الله عزام: ”إمام المجاهدين العرب“ في أفغانستان وقائد تحرير أفغانستان من الاحتلال السوفيتي.

محفوظ نحناح (مؤسس حركة مجتمع السلم حمس–الجزائر)

الشيخ المجاهد أحمد ياسين: مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين وشيخ الانتفاضة الفلسطينية والأب الروحي للمقاومة الفلسطينية اغتاله الجيش الإسرائيلي.

الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي: احد كبار علماء الإسلام في العصر الحديث. وهو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وله العديد من المؤلفات، وله برنامج أسبوعي على قناة الجزيرة الفضائية.

الدكتور العالم زغلول النجار: داعية إسلامي كبير واحد كبار العلماء الجيولوجيين في العالم واعتنق الإسلام على يديه الآلاف من البشر، ويعد من أفضل من تكلم في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ويعمل مستشار لعدة جامعات ومؤسسات علمية ودعوية عالمية.

  
   التعريف : الجبهة الإسلامية القومية حركة إسلامية تجديدية. انبثقت من حركة الإخوان المسلمين واستقطبت بعض القوى الإسلامية في السودان لتكوين جبهة واحدة ضد الأحزاب الأخرى، ثم بدأت تنح منحى بعيدا نسيباً عن منهج الإخوان المسلمين.
الجبهة الإسلامية القومية بالسودان

مؤسس هذه الحركة هو الدكتور حسن عبد الله الترابي من مواليد قرية ود الترابي بمقاطعة الجزيرة بالسودان 1932م تلقى من والده علوم العربية والفقه، وأصول الأحكام وفقه المذاهب وعلوم القرآن والتفسير. وقد حفظ القرآن ببضع القراءات.
عمل محاضراً ثم عميد كلية القانون بجامعة الخرطوم، ثم نائباً عاماً ثم وزيراً للعدل، وأخيراً رئيساً للبرلمان السوداني.
يتكلم ويكتب الانجليزية والفرنسية ويقرأ الألمانية.

التأسيس وابرز الشخصيات

قاد الحركة الإسلامية في السودان منذ الستينات كمراقب عام للإخوان المسلمين.
اختير كأمين عام لجبهة الميثاق الإسلامي 1964 – 1969م والجبهة الإسلامية القومية 1985 – 1989م.
تعرض في مجال العمل الإسلامي للحبس التحفظي لفترات تجاوزت السبع سنوات.
نشرت له عدة مؤلفات في قضايا الدين والعبادة والمرأة والمجتمع والتجديد والدستور والحكم. وقضايا إسلامية وسياسية شتى.
للدكتور الترابي عدد من الآراء والاجتهادات التي خالف فيها علماء الإسلام. وكانت سبباً في كثير من النقد الموجه للدكتور الترابي خاصة ولأفكار الجبهة بصفة عامة.

    يرى أنصار الجبهة إنها أخذت عدة مراح أو عهود حتى ظهرت بالشكل التالي. ويمكن تلخيص أهم هذه العهود كالتالي:

       امتد هذا العهد منذ عام(1949م وحتى عام 1955م) حيث تأسست رسمياً بمؤتمر جامع عام 1954م وكان كل اعتمادها على حركة الأخوان المسلمين بمصر في الثقافة والتنظيم والبناء الفردي والاجتماعي.

تطور الحركة
عهد التكوين


   
     ويمتد من عام 1956محتى عام 1959م وهو عهد ما عد الاستقلال في السودان. وفي هذا العهد ظهرت الدعوة أول مرة بالصحف والخطب وبرز الدعاة. وكانت القضية الأولى التي شغلت الحركة في هذا العهد هي قضية الدستور الإسلامي.

     تمتد من عهد 1959 وحتى 1964م وهي فترة شرطة الفريق عبود وزمرته العسكرية. وقد تخرجت في هذا العهد قيادات إسلامية كثيرة ونشطت الحركة العمالية والنقابية.
عهد الظهور الأول
عهد الكمون الأول

    964 – 1969م وهو عهد ثورة أكتوبر وقد أصبحت فيه الحركة محوراً لولاء شعبي منظم لأول مرة فأقامت جبهة الميثاق الإسلامي، مؤسسة على منهاج مكتوب وضعته الجماعة. وجمعت حوله الجماعات الإسلامية ولأفراد في حركة سياسة موحدة وجدت فيه اكبر الحملات السياسية وهي حملة الدستور الإسلامي. وفي آخر هذا العهد استفحلت الثنائية في الحركة الإسلامية بين التنظيم الأم الداخلي وبعض جبهات الخارجية إلا أن الحركة توحدت بعد ذلك وحسمت خلافاتها.
عهد الخروج العام

    1969 – 1977م وهو عهد الشطر الأول من سلطة جعفر نميري ونظام مايو، الذي أجهضت الديمقراطية، والقوى الوطنية والحرة الإسلامية بدافع من الشيوعية والقوى القومية العربية، فتعرضت الحركة لابتلاءات شديدة واضطهاد واعتقالات وتصفيات وإعدامات وفي ظروف الاعتقالات أصلت الحركة عملها في مجال الاعتقاد ونشر الدعوة والتنظيم وقضية المرأة.
عهد المجاهدة والنمو

    1977- 1984م وهو عهد مايو الأخير حيث بدأ نظام المصالحة الوطنية. وتصفية اتجاهات جعفر نميري اليسارية، وبدأ الاتجاه الإسلامي في هذا العهد بدأ الوعي بقضية الجنوب في السودان. وتوجهت عناصر من الحركة لتأسيس (منظمة الدعوة الإسلامية) لتعني بنشر الإسلام في المناطق المسلمة في السودان من خلال الدعوة والخدمة الاجتماعية. وفي هذا العهد أيضا نشط العمل النسوي، ودخلت المرأة بشكل كامل في الحركة الإسلامية. وفي آخر هذا العهد كان تطبيق الشريعة الإسلامية الذي أعلنه نميري وساعده الترابي فيه بقوة.
عهد المصالحة والتطور

  1984م – 1987م وفي هذا العقد بلغت الحركة من الوعي بذاتها وبالواقع من حولها قدراً كبيراً،  تأسست في هذا العهد (الجبهة الإسلامية القومية) بناء على القاعدة الشعبية التي تعبات منذ بدء تطبيق الشريعة.

عهد النضج

    حركة الجبهة الإسلامية القومية، حركة إسلامية . أخذت جميع أفكارها الأصولية من حركة الأخوان المسلمين ، وتربى أفرادها على مؤلفات الأستاذ البنا، وسيد قطب ومحمد الغزالي .... الخ.

الأفكار والمعتقدات

فكر مرتبط بالهوية الإسلامية. والبعد عن الانتماء إلى الولاءات الأخرى .
فكر إحياء لمجد الإسلام، وذلك بإتمام الدين وإقامة جوانبه التي ضعفت.
موقف الحركة من الحرية والسلطة كان موقفاً وسطاً. فقد رحبت بالنظام الديمقراطي التعددي على علاته .
وضعت إستراتيجية استيعاب المجتمع ومنافسة الأحزاب التقليدية ذات الولاء الجماهيري العريض. وفي هذا السبيل بدلت لوائح العضوية فتجاوزت منهج الانتقاء الفردي. وأصبح متاحاً للناس أن يدخلوا في الجماعة أفواجا لا أفراداً. فقد تدخلت الطائفة والفرقة كما يدخل الأفراد ولا يترتب عليهم في ذلك أدنى حرج، حتى لو دخلوا بما يحملون من ولاءات فرعية في الطرق الصوفية أو القبائل أو الأحزاب الفكرية والسياسية.
من خصائص فكر الدعوة في الجبهة

إذا جعلوا الولاء الأعلى للجبهة الإسلامية. وبهذا تحاول الجبهة الإحاطة بالمجتمع التقليدي في السودان وان توحده كله في إطارها.
انتقاد الجبهة الإسلامية القومية كثيراً من فكر التنظيم الأوربي وتجاربه، فهو فكر إداري متقدم جداً – كما يقول الترابي – ولكنه ليس بديلاً للفكر الإسلامي.
سادت الحركة روح الاجتهاد علت فيها الصيحة لتجديد الدين، مما أوقفها في عدد من الاجتهادات التي جرت عليها النقد الشديد من علماء المسلمين.


تتجنب الحركة الجدال والمرأة مع الاتجاهات الإسلامية الأخرى في المجتمع، مثل الصوفية والسلفية والعلماء، وذلك في سبيل تأليف الجبهة الإسلامية الواحدة.
المرأة لها دور فعال في الجبهة. وهي تقوم بأعمال كثيرة في مجال الدعوة والتنظيم والتعليم والجهاد. وعدد النساء يضاهي عدد الرجال في الحركة  .
وضع الجبهة برنامجاً ثقافياً لإعداد الداعية المسلم. ضم البرنامج تسع فقرات وهي: علوم القرآن – السنة النبوية – العقيدة – أصول الفقه – التاريخ الإسلامي – دراسات سودانية  - اللغة العربية . ووزعت البرنامج على ثلاث مستويات متدرجة في اخذ البرنامج والاستفادة منه.

انتشر الحركة بشكل واسع في السودان. ولها اتصالات وثيقة بحركة الاتجاه الإسلامي بتونس بشكل خاص. وقد ساندت الحركة الانقلاب العسكري الذي أتى بحكومة الفريق البشير إلى السلطة.
الانتشار ومواقع النفوذ

خاتــــــمـة:
يتضح مما سبق:
أن الجبهة الإسلامية القومية في السودان، هي جبهة واحدة انبثقت من حركة الإخوان المسلمين، ولكنها الآن تعتبر تنظيماً مستقلاً عنها. فهي جبهة واحدة ضد كل الأحزاب تعمل لخدمة الإسلام باجتهادها الخاص.

المصادر والمراجع:
ـ قانون جمعية الإخوان المسلمين العام المعدل.
ـ الإخوان المسلمون: أحداث صنعت التاريخ ـ محمود عبد الحليم.
ـ الإخوان المسلمون والجماعات الإسلامية، د. زكريا سليمان بيومي.
 الإخوان المسلمون كبرى الحركات الإسلامية الحديثة، إسحق موسى الحسيني.
ـ الإخوان المسلمون والمجتمع المصري، محمد شوقي زكي.
نظرات في مناهج الإخوان المسلمين ـ أحمد سلام.
ـ الطريق إلى الجماعة الأم ـ عثمان نوح.
ـ دعوة الإخوان المسلمين في ميزان الإسلام ـ فريد الثبيت.
الحركة الإسلامية في السودان، د. حسن الترابي.
ـ تجديد الفكر الإسلامي، د. حسن الترابي.
ـ البرنامج الثقافي للجبهة الإسلامية القومية، إصدار الجبهة الإسلامية القومية.
ـ الأصول الفكرية والعملية لوحدة العمل الإسلامي، إصدار الحركة الإسلامية بالسودان 1976م.
ـ شرح نظام الأحكام القضائية الإسلامي السوداني، د. محمد شتا أبو سعد



وبالله التوفيق