الخميس، 26 مارس 2015

التوحيد و مباحث الإيمان 3 الفصل الدراسي الثاني

التوحيد و مباحث الإيمان3 الفصل الدراسي الثاني



بسم الله الرحمن الرحيم
جامعة البحر الأحمر
كلية الآداب والعلوم الإنسانية
قسم الدراسات الإسلامية

التوحيد و مباحث  الإيمان
المحاضرة(3)

وردا في القرآن الكريم والسنة النبوية بمعنى واحد - أي مترادفين - يدلان على مسمى واحد، وورد كل منهما بمعنى مغاير للآخر.
أولا ً: فقد وردت آيات وأحاديث تفيد أن الإسلام هو الأعمال الظاهرة من البدن، والإيمان هو الأعمال الباطنة في القلب، فهما إذن متغايران.
مثال ذلك، قال تعالى: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) .
   وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه مسلم بسنده عن عمر بن الخطاب قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا.....الخ.
ثانياً: كما وردت الآيات والأحاديث تفيد أن الأعمال الظاهرة داخلة في معنى الإيمان، وأن الأعمال الباطنة داخلة في معنى الإسلام. ومن ذلك: قوله تعالى: (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون).
   وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان
   وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن للإسلام صوى ومناراً كمنار الطريق منها أن تؤمن بالله ولا تشرك به شيئاً وإقام الصلاة.....الخ. وقال تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام).
ثالثاً: كما وردت آيات وأحاديث تفيد أن الإسلام والإيمان مترادفين. ومن ذلك:
قوله تعالى: (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين).
  وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، "تجئ الأعمال يوم القيامة فتجئ الصلاة فتقول يارب أنا الصلاة فيقول إنك على خير. وتجئ الصدقة فتقول يارب أنا الصدقة فيقول إنك على خير، ثم يجئ الصيام فيقول يارب أنا الصيام فيقول إنك على خير. ثم تجئ الأعمال كل ذلك يقول الله تعالى إنك على خير، ثم يجئ الإسلام فيقول يارب أنت السلام وأنا الإسلام فيقول الله إنك على خير بك اليوم آخذ وبك أعطي".

مفهوم الإيمان والإسلام:-

الإسلام لغة: الانقياد والإذعان.
أما الإيمان لغة: فهو التصديق.
أما الإسلام شرعاً فيأتي على حالين:
الأول: يطلق على الإفراد غير مقترن بذكر الإيمان، فحيثما أطلقت كلمة الإسلام ولم يقترن بها لفظ الإيمان، فحينئذٍ يراد به الدين كله، أصوله وفروعه، اعتقاداته وأقواله وأفعاله.
الثاني: إذا أطلق الإسلام مقترناً بالإيمان، أو مقترناً بالاعتقاد فينصرف فقط إلى الأعمال والأقوال الظاهرة.
وكذلك الإيمان شرعاً: فيطلق أحياناً على الإفراد غير مقترن بذكر الإسلام؛ فيراد به هنا الدين كله، أو تأتي كلمة الإيمان وتطلق مقرونة بالإسلام، فهنا يفسر الإيمان بالاعتقادات الباطنة.
وبالتالي: ينطبق القول المعروف: الإسلام والإيمان إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا.
بمعنى: إذا اجتمعا في لفظ واحد، كما في حديث جبريل، فيكون الإسلام عبارة عن الأفعال الظاهرة، والإيمان عن الأشياء الباطنة، أما إذا أتت كلمة الإسلام مطلقة بدون ما تقرن بالإيمان، أو أتت كلمة الإيمان مطلقة بدون أن تقترن معها الإسلام، فبهذه الحالة كل منهما على حدة ينصرف إلى كل أمور الدين والظاهر والباطن والاعتقادات وغير ذلك، وكما أن الإيمان المقيد الذي يأتي مع الإسلام في لفظ واحد يكون تصديقاً بأمور مخصوصة، والإسلام يكون إظهار أعمال مخصوصة، كما أن العالم لا يكون مسلماً كاملاً إلا إذا اعتقد؛ فكذلك المعتقد لا يكون مؤمناً كاملاً إلا إذا عمل.
   قال كثير من أهل السُّنَّة والجماعة إن الإيمان قول وعمل، والإسلام فعل مافرض الله على الإنسان أن يفعله. فإذا ذكر كل اسم على حدته مضموماً إلى الآخر، فقيل المؤمنون والمسلمون جميعاً أريد بأحدهما معنى لم يرد به الآخر، وإذا ذكر أحد الاسمين شمل الكل وعمهم.
   ويقول شارح الطحاوية: "فالحاصل أن حالة اقتران الإسلام بالإيمان غير حالة إفراد أحدهما عن الآخر، فمثل الإسلام من الإيمان كالشهادتين أحدهما من الأخرى، فشهادة الرسالة غير شهادة الوحدانية، فهما شيئان في الأعيان وإحداهما مرتبطة بالأخرى في المعنى والحكم كشئ واحد، كذلك الإسلام والإيمان، لا إيمان لمن لا إسلام له، ولا إسلام لمن لا إيمان له إذ لا يخلو المؤمن من إسلام به يتحقق إيمانه، ولا يخلو المسلم من إيمان به يصح إسلامه
 

تعريف الإسلام والإيمان لغة واصطلاحاً:-
4


 
تعريف الإيمان شرعاً عند المتكلمين :-


يقول بعضهم الإيمان هو مجرد التصديق فقط بما عند الله قال به ابن الراوندي، ومن وافقه من المعتزلة وغيرهم.
أما الجهم بن صفوان فزعم أن الإيمان هو المعرفة بالله فقط.
والمرجئة والكرامية قالوا: إن الإيمان هو الإقرار باللسان دون عقد القلب،
وقال آخرون منهم : هو التصديق بالجنان والإقرار باللسان.
أما الخوارج والعلاف ومن وافقهم فقالوا: الإيمان هو الطاعة بأسرها فرضاً كانت أو نفلاً.
وقال الجبائي وأكثر المعتزلة: هو الطاعات المفروضة من الأفعال والتروك دون النوافل.
وقال الباقون من المعتزلة: هو العمل والنطق والاعتقاد.
وهو ما قال به الجمهور من أهل السنة والجماعة:  أن الإيمان اعتقاد بالقلب و قول باللسان وعمل بالجوارح والأركان  يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهو اصح الأقوال.
وتوضيح ذلك:-
اعتقاد القلب: تصديقه وانقياده .
   قال تعالى: (والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون). وقال:(إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا). وفي حديث الشفاعة: "يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه من الخير ما يزن شعيرة ...”.

وقول اللسان: وهو النطق بالشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله والإقرار بلوازمهما، فالنطق بالشهادتين المعتبر شرعاً هو المستلزم لمعرفة معناهما وتحقيق لوازمهما مع ترك ما يناقضهما، وليس هو مجرد النطق اللفظي فقط.

عمل الأركان وهو العمل:  قال صلى الله عليه وسلم:“ الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله ،وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الإيمان ”. أخرجه مسلم.

   قال المرجئة بجميع طوائفهم : الإيمان شيء واحد لا يزيد ولا ينقص.
أما أهل البدع فإنهم خالفوا أهل السنة، فالخوارج والمعتزلة يرون أن مسمى الإيمان كما يقول به أهل السنة، لكنهم يقولون: إذا ترك الإنسان واجباً من الواجبات ذهب عنه الإيمان كله، أي لا ينقص، بل يذهب جملة أو يبقى جملة، وقالوا: الإيمان حقيقة مركبة، والحقيقة المركبة تزول بزوال بعض أجزائها، فإذا عصى الإنسان ربه كأن سرق أو زنا أو تعامل بالربا أو عق والديه فقد خرج من الإيمان وصار كافراً.
فالخوارج يقولون: إذا عصى الإنسان أو فسق أو ارتكب كبيرة ذهب الإيمان منه ودخل في الكفر، والمعتزلة يقولون: ذهب منه الإيمان ولا يدخل في الكفر، بل يكون في منزلة بين المنزلتين، فلا هو مؤمن ولا كافر، وهذا من أبطل الباطل.
أما أهل السنة والجماعة فقد أجمعوا على أن الإيمان يزيد وينقص، وجمهورهم على أن الإيمان يتفاضل. فالعاصي ضعيف الإيمان غير كافر، إذ لو كان الزاني كافراً لقتل، ولو كان السارق كافراً لما قطعت يده، بل لو كان كافراً لقتل، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من بدل دينه فاقتلوه)، ولما ورث من أقاربه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم) ,
فالخوارج والمعتزلة وإن وافقوا أهل السنة في مسمى الإيمان إلا أنهم يخالفونهم في زوال الإيمان.
وهذا خلاف ما دلت عليه النصوص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلام السلف الصالح من الصحابة والتابعين، إذ كان يقول أحدهم لصاحبه: هلم نزدد إيماناً، ويذكرون الله، ويقرءون القرآن، فإذا أمر الإنسان بالمعروف ونهى عن المنكر، ودعا إلى الله، وقرأ القرآن زاد إيمانه، وإذا غفل أو عصى نقص إيمانه.
قال الله تعالى: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح:4]، وقال: {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} [المدثر:31]، وقال: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح:4].
: والكفر أيضاً يزيد وينقص، قال تعالى: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة:124 - 125].  وحديث شعب الإيمان المتقدم.
إذاً: الكفر يزيد وينقص، والنفاق يزيد وينقص، والإيمان يزيد وينقص.
زيادة الإيمان ونقصانه:-


1- تعلم العلم النافع:
إن أهم وأنفع أسباب زيادة الإيمان تعلم العلم النافع علم الشريعة المستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
   قال ابن رجب معرفاً بهذا العلم:"فالعلم النافع هو ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها والتقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم في معاني القرآن والحديث وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام والزهد والرقائق والمعارف، وغير ذلك والاجتهاد على تمييز صحيحه من سقيمه أولاً، ثم الاجتهاد على الوقوف على معانيه وتفهمه قال الله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .
   وقال تعالى: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ)
الثاني: ما جاء من الأدلة الدالة على أن روح العلم هو العمل، وإلا فالعلم عارية وغير منتفع به اذا لم يعمل به.
   فقد قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} ،وقال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} .
الثالث: ما ثبت في نصوص الشرع من التهديد الشديد،والوعيد لمن لم يعمل بعلمه، وأن العالم يسأل عن علمه ماذا عمل به، وأن من لم يعمل بعلمه يكون علمه وبالاً عليه وحسرة وندامة. قال تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} ،وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} ،وقال تعالى حكاية عن شعيب عيه السلام أنه قال لقومه: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلا الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} .



أسباب زيادة الإيمان ونقصه:
أولاً أسباب الزيادة:


من اسباب زيادة الإيمان:-
2- النظر والتدبر في آيات الله الكونية والشرعية ( قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون).
3- الإستكثار من الأعمال الصالحةوالطاعات لأن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان فيلزم من زيادتها زيادة الإيمان .
4- قصر الأمل وتذكر الموت قال صلى الله عليه وسلم:“اكثروا من ذكر هادم اللذات ”، فهو يحض إلى المسارعة إلى العمال الصالحة والإكثار منها.
5- ذكر الله، قال تعالى:“ اذكروا الله كثيؤاً لعلكم تفلحون ”. قال ابن القيم: في القلب قسوة لا يذيبها الا ذكر الله فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله ”.
6- ترك المعاصي تقرباً لله تعالى :“ ومن يعظم شعائر الله تعالى فإنها من تقوى القلوب ” ،“ ومن يعظم حرمات الله فهو خيرا له عند ربه ”. فتعظيم الله وحرماته يزيد القلب خشوعاً وحياة ، وبهذا يزيد الإيمان فهو عمل من أعمال القلوب.

1- فعل المعاصي وارتكاب المنكرات: وذلك لأن القلب يغطيه الران بفعل المعاصي:“ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ”، وهذا يؤدي إلى قسوة القلب :“ ثم قست قلوبهم من بعد ذلك فهي كالحجارة او أشد قسوة ”.
2- التعلق بالدنيا والإنشغال بها عن طاعة الله:“ زين للناس حب الشهوات من النساء والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب ” فهذه الأشياء اذا قدم حبها على حب الله وعلى طاعة الله ورسوله فهو مذموم شرعاً  وإلا فهي محمودة ممدوحة.
3- ترك العمل الصالح وقلته ، قال صلى الله عليه وسلم:“ ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من احداكن  ” قلن: وما نقصان ديننا؟ قال:“أليس اذا حاضت لم تصل ولم تصم ” قلن: بلى يا رسول الله قال:“ فذلك من نقصان دينها
   فدل هذا على ان ترك العمل ينقص الدين.
4- الإعراض عن العلم ومعرفة الله وعن النظر في آياته الكونية والشرعية.
5- الإبتعاد عن الأوساط الإيمانية والإنغماس في المعاصي سبب لقسوة القلب وضعف الإيمان
    :“ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ”.
6- الإفراط في الأكل والنوم والخلطة والضحك
    وذلك أن الإفراط في هذا يثقل البدن عن الطاعات ويقسي القلب ويصيب الإنسان بالغفلة؛  فلا يحاسب نفسه ولا يخلوا بنفسه ولا يتدبر أمرها قال صلى الله عليه وسلم:“ لا تكثروا الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب ”. (رواه ابن ماجة)
أسباب نقص الإيمان:

1- أن الإيمان هو حياة القلوب والباعث على القوة التي ترقى بها في مراتب الكمال والتحلى بخصال الخير والتنزه عن الرزائل ، قال تعالى:
أو من كان ميتاً وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها.
2- أن الإيمان مصدر للراحة والطمأنينة للأفراد( نعمة الرضا في كل حال، حال السعة والضيق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“عجبا لأمر المؤمن إن أمر المؤمن كله خير.........“.
3- إظهار العزة والمنعة ، فإن من يؤمن بأن الدنيا مزرعة الآخرة كما قال تعالى: ”فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره.. .....“ ،وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه والعكس لا يرضى لنفسه الزل والهوان ولا يصبر على الهزيمة والعدوان ومن هنا يظهر كيف تحققت تلك الإنجازات العظيمة على يد النبي صلى الله عليه وسلم وأيدي الصحابة.
4- التحلي بمكارم الأخلاق: فإيمان المرء بحياة أخرى يحصل فيها الجزاء على أعماله يشعره بأن لحياته غاية وهدفاً سامياً الأمر الذي يدفعه إلى الأعمال الحسنة من فعل الخيرات والتحلى بالفضائل والتخلي عن الرذائل.
5- طهر النفوس وصفاؤها، أي أن الإيمان يطهر النفوس من الأوهام والخرافات فتصفو لما فطرت عليه وتعلو ، فمتى ما استشعرت بأحدية الخالق كفالتها في الرزق ذهبت عنها قيود الوهم والخوف والرجاء من الخلق .
6- الجد والإجتهاد في العمل ، إن من يؤمن بالقضاء والقدر يعلم ارتباط الأسباب بمسبباتها ويعرف قيمة العمل ومنزلته وفضله، يدرك أن توفيق الله للإنسان هدايته للأخذ بالأسباب الموصلة إلى المطلوب فلا يجد القنوط واليأس طريقا إلى نفسه نتيجة ما فاته ، ولا يدب فيه الغرور والفخر إذا نال شيئاً من حطام الدنيا إيمانا بقوله: “ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير* لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم والله لا يحب كل خوان فخور“.(الحديد22-23).
((وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)).

آثـــار الإيـــــــمان :-
أ.هنادى عيسى عبد المحمود

شرح كتاب الإيمان لأبي عبيد عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن الراجحي.
 أَركانُ الإيمان  علي بن نايف الشحود.
شرح العقيدة الواسطية،محمد بن صالح بن محمد العثيمين تحقيق: سعد فواز الصميل.
الإيمان بالله جل جلاله عَلي محمد محمد الصَّلاَّبي.
الثقافة الإسلامية ، أحمد محمد أحمد الجلى.
الثقافة الإسلامية ،إدارة مطلوبات جامعة الخرطوم.



المصادر والمراجع: